الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (35) قوله تعالى : شقاق بينهما : فيه وجهان ، أحدهما : أن الشقاق مضاف إلى "بين " ومعناها الظرفية ، والأصل : "شقاقا بينهما " ولكنه [ ص: 674 ] اتسع فيه فأضيف الحدث إلى ظرفه ، وظرفيته باقية نحو : سرني مسير الليلة ، ومنه مكر الليل . والثاني : أنه خرج عن الظرفية ، وبقي كسائر الأسماء كأنه أريد به المعاشرة والمصاحبة بين الزوجين ، وإلى هذا ميل أبي البقاء قال : "والبين هنا الوصل الكائن بين الزوجين " .

                                                                                                                                                                                                                                      و من أهله فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق بـ "ابعثوا " فهي لابتداء الغاية . والثاني : أن يتعلق بمحذوف لأنها صفة للنكرة أي : كائنا من أهله فهي للتبعيض .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : إن يريدا الضميران في "يريدا " و "بينهما " يجوز أن يعودا على الزوجين أي : إن يرد الزوجان إصلاحا يوفق الله بين الزوجين ، وأن يعودا على الحكمين ، وأن يعود الأول على الحكمين ، والثاني على الزوجين ، وأن يكون بالعكس ، وأضمر الزوجان وإن لم يجر لهما ذكر لدلالة ذكر الرجال والنساء عليهما . وجعل أبو البقاء الضمير في "بينهما " عائدا على الزوجين فقط ، سواء قيل بأن ضمير " يريدا " عائد على الحكمين أو الزوجين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية