الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (52) والضمير في آمنا به لله تعالى ، أو للرسول ، أو للقرآن ، أو للعذاب ، أو للبعث .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " التناوش " مبتدأ ، و " أنى " خبره أي : كيف لهم التناوش . و " لهم " حال . ويجوز أن يكون " لهم " رافعا للتناوش لاعتماده على الاستفهام ، تقديره : كيف استقر لهم التناوش ؟ وفيه بعد . والتناؤش مهموز في قراءة الأخوين وأبي عمرو وأبي بكر ، وبالواو في قراءة غيرهم ، فيحتمل أن تكونا مادتين مستقلتين مع اتحاد معناهما . وقيل : الهمزة عن الواو لانضمامها كوجوه وأجوه ، [ ص: 204 ] ووقتت وأقتت . وإليه ذهب جماعة كثيرة كالزجاج والزمخشري وابن عطية والحوفي وأبي البقاء . قال الزجاج : " كل واو مضمومة ضمة لازمة فأنت فيها بالخيار " وتابعه الباقون قريبا من عبارته . ورد الشيخ هذا الإطلاق وقيده : بأنه لا بد أن تكون الواو غير مدغم فيها تحرزا من التعوذ ، وأن تكون غير مصححة في الفعل ، فإنها متى صحت في الفعل لم تبدل همزة نحو : ترهوك ترهوكا ، وتعاون تعاونا . وبهذا القيد الأخير يبطل قولهم ; لأنها صحت في تناوش يتناوش ، ومتى سلم له هذان القيدان أو الأخير منهما ثبت رده .

                                                                                                                                                                                                                                      والتناوش : الرجوع . وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                      3750 - تمنى أن تؤوب إلي مي وليس إلى تناوشها سبيل



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 205 ] أي : إلى رجوعها . وقيل : هو التناول يقال : ناش كذا أي : تناوله . ومنه : تناوش القوم بالسلاح كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      3751 - ظلت سيوف بني أبيه تنوشه     لله أرحام هناك تشقق



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر :


                                                                                                                                                                                                                                      3752 - فهي تنوش الحوض نوشا من علا     نوشا به تقطع أجواز الفلا



                                                                                                                                                                                                                                      وفرق بعضهم بين المهموز وغيره ، فجعله بالهمز بمعنى التأخر . قال الفراء : " من نأشت أي : تأخرت " . وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                      3753 - تمنى نئيشا أن يكون مطاعنا     وقد حدثت بعد الأمور أمور



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 206 ] وقال آخر :


                                                                                                                                                                                                                                      3754 - قعدت زمانا عن طلابك للعلا     وجئت نئيشا بعد ما فاتك الخبر



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الفراء : " أيضا هما متقاربان . يعني الهمز وتركه مثل : ذمت الرجل ، وذأمته أي : عبته " وانتاش انتياشا كتناوش تناوشا . قال :


                                                                                                                                                                                                                                      3755 - باتت تنوش العنق انتياشا

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا مصدر على غير الصدر . و " من مكان " متعلق بالتناوش .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية