الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (12) قوله : ذو الأوتاد : هذه استعارة بليغة : حيث شبه الملك ببيت الشعر ، وبيت الشعر لا يثبت إلا بالأوتاد والأطناب ، كما قالالأفوه :


                                                                                                                                                                                                                                      3851 - والبيت لا يبتنى إلا على عمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد



                                                                                                                                                                                                                                      فاستعير لثبات العز والملك واستقرار الأمر ، كقول الأسود :


                                                                                                                                                                                                                                      3852 - ... ... ... ...     في ظل ملك ثابت الأوتاد



                                                                                                                                                                                                                                      والأوتاد : جمع وتد . وفيه لغات : وتد بفتح الواو وكسر التاء وهي الفصحى ، ووتد بفتحتين ، وود بإدغام التاء في الدال قال :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 362 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3853 - تخرج الود إذا ما أشجذت     وتواريه إذا ما تشتكر



                                                                                                                                                                                                                                      و " وت " بإبدال الدال تاء ثم إدغام التاء فيها . وهذا شاذ لأن الأصل إبدال الأول للثاني لا العكس . وقد تقدم نحو من هذا في آل عمران عند قوله تعالى : فمن زحزح عن النار . ويقال : وتد واتد أي : قوي ثابت ، وهو مثل مجاز قولهم : شغل شاغل . وأنشد الأصمعي :


                                                                                                                                                                                                                                      3854 - ألاقت على الماء جذيلا واتدا     ولم يكن يخلفها المواعدا



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : الأوتاد هنا حقيقة لا استعارة . ففي التفسير : أنه كان له أوتاد يربط عليها الناس يعذبهم بذلك . وتقدم الخلاف في الأيكة في سورة الشعراء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية