الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (45) قوله : عبادنا : قرأ ابن كثير " عبدنا " بالتوحيد . والباقون " عبادنا " بالجمع والرسم يحتملهما . فأما قراءة ابن كثير فـ " إبراهيم " بدل أو بيان ، أو بإضمار أعني ، وما بعده عطف على نفس " عبدنا " لا على إبراهيم ; إذ يلزم إبدال جمع من مفرد . ولقائل أن يقول : لما كان المراد بعبدنا الجنس جاز إبدال الجمع منه . وهذا كقراءة ابن عباس وإله أبيك إبراهيم في البقرة في أحد القولين وقد تقدم . وأما قراءة الجماعة فواضحة لأنها موافقة للأول في الجمع .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " الأيدي " العامة على ثبوت الياء ، وهو جمع يد : إما الجارحة ، وكنى بذلك عن الأعمال ; لأن أكثر الأعمال إنما تزاول باليد . وقيل : المراد بالأيدي جمع " يد " المراد بها النعمة . وقرأ عبد الله والحسن وعيسى والأعمش " الأيد " بغير ياء فقيل : هي الأولى وإنما حذفت الياء اجتزاء عنها بالكسرة ولأن أل تعاقب التنوين ، والياء تحذف مع التنوين ، فأجريت مع أل [ ص: 383 ] إجراءها معه . وهذا ضعيف جدا . وقيل : الأيد : القوة . إلا أن الزمخشري قال : " وتفسيره بالأيد من التأييد قلق غير متمكن " انتهى . وكأنه إنما قلق عنده لعطف الأبصار عليه ، فهو مناسب للأيدي لا للأيد من التأييد . وقد يقال : إنه لا يراد حقيقة الجوارح ; إذ كل أحد كذلك ، إنما المراد الكناية عن العمل الصالح والتفكر ببصيرته فلم يقلق حينئذ ; إذ لم يرد حقيقة الإبصار . وكأنه قيل : أولي القوة والتفكر بالبصيرة . وقد نحا الزمخشري إلى شيء من هذا قبل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية