الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (28) قوله : وما كنا منزلين : في " ما " هذه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنها نافية كالتي قبلها فتكون الجملة الثانية جارية مجرى التأكيد للأولى . والثاني : أنها مزيدة . قال أبو البقاء : " أي : وقد كنا منزلين " . وهذا لا يجوز البتة لفساده لفظا ومعنى . الثالث : أنها اسم معطوف على " جند " . قال ابن عطية : " أي : من جند ومن الذي كنا منزلين " . ورده الشيخ : بأن " من " مزيدة . وهذا التقدير يؤدي إلى زيادتها في الموجب جارة لمعرفة ، ومذهب البصريين - غير الأخفش - أن يكون الكلام غير موجب ، وأن يكون المجرور [ ص: 258 ] نكرة . قلت : فالذي ينبغي عند من يقول بذلك أن يقدرها بنكرة أي : ومن عذاب كنا منزليه . والجملة بعدها صفة لها . وأما قوله : إن هذا التقدير يؤدي إلى زيادتها في الموجب فليس بصحيح البتة . وتعجبت كيف يلزم ذلك ؟

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية