الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (6) قوله : بزينة الكواكب : قرأ أبو بكر بتنوين " زينة " ونصب " الكواكب " وفيه وجهان ، أحدهما : أن تكون الزينة مصدرا ، وفاعله محذوف ، تقديره : بأن زين الله الكواكب ، في كونها مضيئة حسنة في أنفسها . والثاني : أن الزينة اسم لما يزان به كالليقة : اسم لما تلاق به الدواة ، فتكون " الكواكب " على هذا منصوبة بإضمار " أعني " ، أو تكون بدلا من سماء الدنيا بدل اشتمال أي : كواكبها ، أو من محل " بزينة " .

                                                                                                                                                                                                                                      وحمزة وحفص كذلك ، إلا أنهما خفضا الكواكب على أن يراد بزينة : ما يزان به ، والكواكب بدل أو بيان للزينة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 292 ] والباقون بإضافة " زينة " إلى " الكواكب " . وهي تحتمل ثلاثة أوجه ، أحدها : أن تكون إضافة أعم إلى أخص فتكون للبيان نحو : ثوب خز . الثاني : أنها مصدر مضاف لفاعله أي : بأن زينت الكواكب السماء بضوئها . والثالث : أنه مضاف لمفعوله أي : بأن زينها الله بأن جعلها مشرقة مضيئة في نفسها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن عباس وابن مسعود بتنوينها ، ورفع الكواكب . فإن جعلتها مصدرا ارتفع " الكواكب " به ، وإن جعلتها اسما لما يزان به فعلى هذا ترتفع " الكواكب " بإضمار مبتدأ أي : هي الكواكب ، وهي في قوة البدل . ومنع الفراء إعمال المصدر المنون . وزعم أنه لم يسمع . وهو غلط لقوله تعالى : أو إطعام في يوم كما سيأتي إن شاء الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية