الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (37) قوله : خلقهن : في هذا الضمير ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه يعود على الأربعة المتعاطفة . وفي مجيء الضمير كضمير الإناث - كما قال الزمخشري - هو أن جمع ما لا يعقل حكمه حكم الأنثى أو الإناث نحو : " الأقلام بريتها وبريتهن " . وناقشه الشيخ من حيث إنه لم يفرق بين جمع القلة والكثرة في ذلك ; لأن الأفصح في جمع القلة أن يعامل معاملة الإناث ، وفي جمع الكثرة أن يعامل معاملة الأنثى فالأفصح أن يقال : الأجذاع كسرتهن ، والجذوع كسرتها . والذي تقدم في هذه الآية ليس بجمع قلة أعني بلفظ واحد ، ولكنه ذكر أربعة متعاطفة فتنزلت منزلة الجمع المعبر به عنها بلفظ واحد . قلت : والزمخشري ليس في مقام بيان الفصيح والأفصح ، بل في مقام كيفية مجيء الضمير ضمير إناث بعد تقدم ثلاثة أشياء مذكرات وواحد مؤنث ، فالقاعدة تغليب المذكر على المؤنث ، أو لما قال : " ومن آياته " كن في معنى الآيات فقيل : خلقهن ، ذكره الزمخشري أيضا أنه يعود على لفظ الآيات . الثالث : أنه يعود على الشمس والقمر ; لأن الاثنين جمع ، والجمع مؤنث ، ولقولهم : شموس وأقمار .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 529 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية