الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (32) قوله : وإن كل لما جميع : قد تقدم في هود تشديد " لما " وتخفيفها وما قيل في ذلك . وقال الفخر الرازي في مناسبة وقوع " لما " المشددة موقع إلا : " إن " لما " كأنها حرفا نفي ، وهما لم وما ، فتأكد النفي ، و " إلا " كأنها حرفا نفي : إن ولا فاستعمل أحدهما مكان الآخر " . انتهى . وهذا يجوز أن يكون أخذه من قول الفراء في " إلا " في الاستثناء : إنها مركبة من إن ولا . إلا أن الفراء جعل " إن " مخففة من الثقيلة ، وجعلها نافية، وهو قول ركيك رده عليه النحويون . وقال الفراء أيضا : إن " لما " هذه أصلها : لمما فخفف بالحذف . وهذا كله قد تقدم موضحا . وقوله : " كل " مبتدأ و " جميع " خبره . و " محضرون " خبر ثان لا يختلف ذلك سواء شددت " لما " أم خففتها . لا يقال : إن جميعا تأكيد لا خبر ، لأن جميعا هنا فعيل بمعنى [ ص: 265 ] مفعول أي : مجموعون فـ " كل " تدل على الإحاطة والشمول ، و " جميع " تدل على الاجتماع فمعناها حمل على لفظها في قوله : جميع منتصر وقدم " جميع " في الموضعين لأجل الفواصل ، و " لدينا " متعلق بـ " محضرون " فمن شدد فـ " لما " بمعنى " إلا " و " إن " نافية كما تقدم ، ومن خفف فإن مخففة ، واللام فارقة و " ما " مزيدة . هذا قول البصريين ، والكوفيون يقولون : " إن " نافية ، واللام بمعنى " إلا " كما تقدم غير مرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية