الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5668 44 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني أبو بكر بن محمد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  ويحيى ابن سعيد الأنصاري. وأبو بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم. وعمرة بنت عبد الرحمن أم أبي بكر.

                                                                                                                                                                                  والسند كله مدنيون، والثلاثة من التابعين على نسق واحد؛ أولهم يحيى، وهو روى عن عمرة كثيرا، وهاهنا أدخل بينه وبينها واسطة، وروايته عن أبي بكر المذكور من الأقران.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الأدب عن قتيبة عن مالك، وعن غير قتيبة. وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد، وأخرجه الترمذي في البر، عن قتيبة عن ليث به. وأخرجه ابن ماجه في الأدب عن محمد بن رمح به، وعن أبي بكر بن أبي شيبة به.

                                                                                                                                                                                  قوله: " سيورثه"؛ أي: سيجعله قريبا وارثا، وقيل: معناه: أي يأمرني عن الله بتوريث الجار من جاره، وهذا خرج مخرج المبالغة في شدة حفظ حق الجار. واسم الجار يشمل المسلم والكافر، والعابد والفاسق، والصديق والعدو، والغريب والبلدي، والنافع والضار، والقريب والأجنبي، والأقرب دارا والأبعد. وقال القرطبي: الجار يطلق ويراد به الداخل في الجوار، ويطلق ويراد به المجاور في الدار، وهو الأغلب وهو المراد.

                                                                                                                                                                                  واختلف في حد الجوار؛ فعن علي رضي الله تعالى عنه: " من سمع النداء فهو جار"، وقيل: من صلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار. وعن عائشة: حق الجوار أربعون دارا من كل جانب. وعن الأوزاعي مثله. ثم كيفية حفظ حق الجار هي أن يعاشر مع كل واحد من الذين ذكرناهم بما يليق بحاله؛ من إرادة الخير ودفع المضرة والنصيحة ونحو ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية