الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5540 وزاد أحمد: حدثنا الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس قال: كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في يده. وفي يد أبي بكر بعده. وفي يد عمر بعد أبي بكر، فلما كان عثمان جلس على بئر أريس، قال: فأخرج الخاتم، فجعل يعبث به، فسقط، قال: فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان فننـزح البئر، فلم نجده.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 39 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 39 ] وفي بعض النسخ: قال أبو عبد الله: وزادني أحمد. وأبو عبد الله هو البخاري نفسه، وأحمد هو ابن محمد بن حنبل الإمام، قاله الحافظ المزي، وكذا قاله الكرماني، وقال بعضهم: هذه الزيادة موصولة. قلت: ظاهره التعليق، والمراد بالأنصاري هو محمد ابن عبد الله.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فلما كان عثمان" يعني في الخلافة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " جلس على بئر أريس" وكان ذلك في السنة السابعة من خلافته، وكان الخاتم في يده ست سنين.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فجعل يعبث به" قال الكرماني: يعني يحركه، ويدخله ويخرجه، وذلك صورته صورة العبث، وإلا فالشخص إنما يعمل ذلك عند تفكره في الأمور.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فسقط"؛ أي: في البئر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فاختلفنا ثلاثة أيام"؛ أي: في الصدور والورود، والمجيء والذهاب، والتفتيش.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فننـزح البئر" من نزحت البئر؛ إذا استفيت كلها، ويروى " ننـزح" بدون الفاء، ويروى " فنـزح" بالفعل الماضي؛ أي: نزح عثمان البئر، أي: أمر بنـزحها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فلم نجده" بنون المتكلم، ويروى " فلم يجده" بالياء علامة المضارع للواحد، أي: لم يجده عثمان.

                                                                                                                                                                                  قيل: كان في خاتمه - صلى الله عليه وسلم - سر مما كان في خاتم سليمان عليه السلام; لأن سليمان عليه السلام لما فقد خاتمه ذهب ملكه، وعثمان رضي الله تعالى عنه لما فقد خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - انتقض عليه الأمر وخرج عليه الخارجون، وكان ذلك مبدأ الفتنة التي أفضت إلى قتله، واتصلت إلى آخر الزمان.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية