الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5895 22 - حدثنا ابن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة هذا جبريل [ ص: 244 ] يقرأ عليك السلام، قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى، تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال الداودي: لا مطابقة بين الترجمة وبين حديث عائشة هذا; لأن الملائكة لا يقال لهم: رجال ولا نساء، ولكن الله خاطب فيهم بالتذكير. قلت: قد قيل: إن جبريل كان يأتي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في صورة الرجل، فبهذا الاعتبار تتأتى المطابقة، وأدنى المطابقة كاف في باب التراجم. وابن مقاتل هو محمد بن مقاتل المروزي. وعبد الله هو ابن المبارك المروزي. والحديث مضى في بدء الخلق عن عبد الله بن محمد، وفي الأدب، وفي الرقاق عن أبي اليمان، وفي فضل عائشة عن يحيى بن بكير، ومضى الكلام فيه. قوله: " يقرأ عليك السلام"، ويروى يقرئك السلام، يقال: أقرأ فلانا السلام، وأقرأ عليه السلام؛ كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده. قوله: " ترى" خطاب لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، قيل: الملك جسم، فإذا كان في مكان لا تختص رؤيته ببعض الحاضرين. وأجيب بأن الرؤية أمر يجعلها الله تعالى في الشخص فهي تابعة لخلقه؛ ولهذا عند الأشعرية أن يرى أعمى الصين بقة أندلس، ولا يراها من هو عندها. وقال ابن بطال: السلام على النساء جائز إلا على الشواب منهن؛ فإنه يخشى أن يكون في مكالمتهن بذلك خائنة الأعين، أو نزغات الشياطين، هذا قول قتادة، وإليه ذهب مالك وطائفة من العلماء، وقال الكوفيون: لا يسلم الرجل على النساء إذا لم يكن منهن ذوات محارم، وقالوا: لا يسقط عن النساء الأذان والإقامة والجهر بالقراءة في الصلاة، ويسقط عنهن رد السلام، فلا يسلم عليهن. قلت: هذا ليس مذهب الحنفية؛ فإن عندهم: لا أذان، ولا إقامة على النساء.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية