الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5634 9 - حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا هشام بن عروة، أخبرني أبي، أخبرتني أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما قالت: أتتني أمي راغبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم: أأصلها؟ قال: نعم. قال ابن عيينة: فأنزل الله تعالى فيها: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين

                                                                                                                                                                                  [ ص: 89 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 89 ] مطابقته للترجمة من حيث إنه صلى الله عليه وسلم أمر فيه بصلة الوالدة المشركة، فيدخل فيه الوالد بالطريق الأولى.

                                                                                                                                                                                  والحميدي عبد الله بن الزبير بن عيسى، وسفيان هو ابن عيينة، وهشام بن عروة يروي عن أبيه عروة بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما، والحديث قد مضى في الهبة في باب الهدية للمشركين، فإنه أخرجه هناك عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، إلى آخره. قوله: " أتتني أمي" اسمها: قيلة، بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف على الأصح، بنت عبد العزى. وقيل: كانت أمها من الرضاعة. قوله: " راغبة" بالغين المعجمة وبالباء الموحدة؛ أي: راغبة في بري وصلتي، وقيل: راغبة عن الإسلام كارهة له، وذلك كان في معاهدة النبي صلى الله عليه وسلم الكفار مدة مصالحتهم، وقيل: هو بالميم بدل الباء. وقال الطيبي رحمه الله: قولها:" راغبة" إن كان بلا قيد فالمراد: راغبة في الإسلام لا غير، وإذا قرنت بقوله: مشركة، أو في عهد قريش؛ فالمراد: راغبة في صلتي. وإن كانت الرواية: "راغمة" بالميم؛ فمعناه: كارهة للإسلام. قلت: في قوله: "فالمراد: راغبة في الإسلام" نظر؛ لأنها لو كانت راغبة في الإسلام لم تحتج أسماء إلى الاستئذان في صلتها. قوله: " قال ابن عيينة" هو سفيان الراوي. قوله: لا ينهاكم الله الآية؛ قال مجاهد: هم من آمن وأقام بمكة ولم يهاجر، والذين قاتلوهم في الدين: كفار مكة. وقال أبو صالح: خزاعة. وقال قتادة: الآية منسوخة بقوله: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقول سفيان قاله عبد الله بن الزبير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية