الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5670 46 - حدثنا عاصم بن علي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد، عن أبي شريح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في آخر الحديث.

                                                                                                                                                                                  وعاصم بن علي بن عاصم بن صهيب أبو الحسين، من أهل واسط، مات في سنة إحدى وعشرين ومائتين، وهو من أفراده. وابن أبي ذئب، بلفظ الحيوان المشهور، محمد بن عبد الرحمن. وسعيد هو المقبري. وأبو شريح، مصغر الشرح بالشين المعجمة والراء وبالحاء المهملة، واسمه خويلد، وهو المشهور، وقيل: عمرو، وقيل: هانئ، وقيل: كعب، الصحابي الخزاعي العدوي الكعبي، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " والله لا يؤمن" هكذا وقع تكريرها ثلاثا صريحا، ووقع عند أحمد: " والله لا يؤمن ثلاثا". ولأبي يعلى من حديث أنس: " والله ما هو بمؤمن"، وللطبراني من حديث كعب بن مالك: " لا يدخل الجنة " ولأحمد نحوه عن أنس بسند صحيح، والمراد به كمال الإيمان، ولا شك أنه معصية، والعاصي لا يكون كامل الإيمان. قوله: " ومن يا رسول الله؟"؛ أي: ومن الذي لا يؤمن، والواو فيه عطف على مقدر؛ أي: سمعنا قولك وما عرفنا من هو؟ وقيل: يجوز أن تكون زائدة، أو استئنافية، وبين قوله: لا يؤمن، ولا يأمن: جناس محرف؛ فالأول من الإيمان، والثاني من الأمان.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية