الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5714 89 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك قطعت عنق صاحبك! يقوله مرارا، إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا، إن كان يرى أنه كذلك، وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحدا.

                                                                                                                                                                                  وقال وهيب عن خالد: ويلك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة مثل ما ذكرنا في الحديث السابق، وآدم هو ابن أبي إياس، وخالد هو ابن مهران الحذاء. وأبو بكرة هو نفيع، بضم النون وفتح الفاء، ابن الحارث الثقفي.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الشهادات عن محمد بن سلام في باب: إذا زكى رجل رجلا كفاه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ذكر" بلفظ المجهول. قوله: " ويحك" كلمة ترحم وتوجع، يقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد يقال بمعنى المدح والتعجب، وهي منصوبة على المصدر، وقد ترفع وتضاف، ولا تضاف فيقال: ويح زيد، ويحا له، وويح له. قوله: " قطعت عنق صاحبك"؛ قطع العنق استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك، لكن هذا الهلاك في الدين، وذاك من جهة الدنيا. قوله: " لا محالة" بفتح الميم، أي لا بد، والميم زائدة. قوله: " إن كان يرى" بضم الياء؛ أي: يظن، ووقع في رواية يزيد بن زريع: "إن كان يعلم ذلك"، وكذا في رواية وهيب. قوله: " وحسيبه الله" بفتح الحاء وكسر السين المهملة، يعني يحاسبه على عمله الذي يعلم بحقيقة حاله، وهي جملة اعتراضية.

                                                                                                                                                                                  وقال الطيبي: هي من تتمة القول، والجملة الشرطية حال من فاعل "فليقل"، وعلى الله فيه معنى الوجوب والقطع، والمعنى: فليقل: أحسب فلانا كيت وكيت، إن كان يحسب ذلك، والله يعلم سره فيما فعل فهو يجازيه، ولا يقل: أتيقن أنه محسن، والله شاهد عليه على الجزم، وأن الله يجب عليه أن يفعل به كذا وكذا. قوله: " ولا يزكي" على صيغة المعلوم، و"أحدا" منصوب به في رواية الكشميهني، والضمير في "يزكي" للمخاطب، وعن أبي ذر عن المستملي والسرخسي، على صيغة المجهول، و"أحد" بالرفع، ومعناه لا يقطع على عاقبة أحد، ولا على ما في ضميره; لأن ذلك مغيب عنه. قوله: " ولا يزكي" خبر، ومعناه النهي؛ أي: لا يزكي أحدا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وقال وهيب" مصغر وهب، ابن خالد البصري، عن خالد الحذاء بسنده المذكور فيما سيأتي. قوله: " ويلك " موضع "ويحك"، وكلمة "ويلك" كلمة حزن وهلاك، وقيل: ويح وويل بمعنى واحد، وتعليق وهيب هذا يأتي موصولا في باب: ما جاء في قول الرجل: ويلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية