الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5754 130 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم، ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا أيضا في المطابقة مثل الحديث السابق. ووهيب، مصغر وهب، ابن خالد. وأيوب هو السختياني. وأبو قلابة، بكسر القاف، عبد الله بن زيد الجرمي. وثابت، بالثاء المثلثة، ابن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة الأنصاري. قال أبو عمر: ولد سنة ثلاث من الهجرة، يكنى أبا يزيد، سكن الشام، وانتقل إلى البصرة ومات بها سنة خمس وأربعين، روى عنه من أهل البصرة أبو قلابة، وعبد الله بن مغفل.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجنائز عن مسدد، ومضى الكلام فيه هناك، وأخرجه بقية الجماعة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " من حلف بملة غير الإسلام"؛ قال ابن بطال: هو مثل أن يقول: إن فعلت كذا فأنا يهودي فهو كما قال؛ أي: كاذب لا كافر; لأنه ما تعمد بالكذب الذي حلف عليه التزام الملة التي حلف بها، بل كان ذلك على سبيل الخديعة للمحلوف له فهو وعيد. وقال القاضي البيضاوي: ظاهره أنه يختل بهذا الحلف إسلامه، ويصير يهوديا كما قال. ويحتمل أن يراد به التهديد والمبالغة في الوعيد؛ كأنه قال: فهو مستحق لمثل عذاب ما قاله.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عذب به" إشارة إلى أن عذابه من جنس عمله. قوله: " ولعن المؤمن كقتله"؛ أي: في التحريم، أو في التأثم، أو في الإبعاد؛ فإن اللعن تبعيد من رحمة الله تعالى، والقتل تبعيد من الحياة. قوله: " ومن رمى مؤمنا بكفر" مثل قوله: يا كافر. قوله: " فهو"؛ أي: الرمي الذي يدل عليه قوله: "رمى"، "كقتله" وجه المشابهة هنا أظهر; لأن النسبة إلى الكفر الموجب للقتل كالقتل، في أن المتسبب للشيء كفاعله. نسأل الله العصمة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية