الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5803 178 - حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يمتلئ جوف رجل قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة مثل مطابقة الحديث السابق للترجمة. وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان الزيات، عن أبي هريرة.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في آخر الطب، وابن ماجه في الأدب، جميعا عن أبي بكر بن أبي شيبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " حتى يريه" زاد هذه اللفظة أبو ذر في روايته عن الكشميهني، وكذا في رواية النسفي، ونسبه بعضهم إلى الأصيلي أيضا، ورواه الطحاوي من حديث عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة بدون هذه اللفظة، ثم رواه من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وزاد: "حتى يريه"، ولسائر رواة الصحيح: " قيحا يريه" بإسقاط "حتى". وأخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأبو عوانة، وابن حبان من طرق عن الأعمش، في أكثرها: " حتى يريه".

                                                                                                                                                                                  وقال ابن الجوزي: وقع في حديث سعد عند مسلم: " حتى يريه"، وفي حديث أبي هريرة عند البخاري بإسقاط " حتى"، فعلى ثبوتها يقرأ: " يريه" بالنصب، وعلى حذفها: بالرفع، و"يريه" بفتح الياء آخر الحروف وكسر الراء، من الوري وهو الداء، يقال: ورى يري فهو مورى؛ إذا أصاب جوفه الداء.

                                                                                                                                                                                  وقال الأزهري: الوري مثل الرمي؛ داء بداخل الجوف، يقال: رجل مورى، بغير همز. وقال الفراء: هو الورى، بفتح الراء. وقال ثعلب: هو بالسكون مصدر، وبالفتح اسم. وقال الجوهري: ورى القيح جوفه يريه وريا؛ أكله. وقال قوم: حتى يصيب رئته، وأنكره غيرهم; لأن الرئة مهموزة، وإذا بنيت منه فعلا قلت: رأه يرآه. وقال الأزهري: إن الرئة أصلها من ورى وهي محذوفة منه، تقول: وريت الرجل فهو مورى؛ إذا أصبت رئته، والمشهور في الرئة الهمز.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية