الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5810 185 -، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، عن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ويلك، قطعت عنق أخيك، ثلاثا، من كان منكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب فلانا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا إن كان يعلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " ويلك قطعت عنق أخيك". ووهيب، مصغر وهب، ابن خالد البصري. وخالد هو ابن مهران الحذاء. وعبد الرحمن بن أبي بكرة يروي عن أبيه أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الشهادات، عن محمد بن سلام، ومضى أيضا عن قريب في باب: ما يكره من التمادح؛ فإنه أخرجه هناك عن آدم، عن شعبة، عن خالد، عن عبد الرحمن.. إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قطعت عنق أخيك"، وهناك: " عنق صاحبك"، وقطع العنق مجاز عن القتل، فهما مشتركان في الهلاك، وإن كان هذا دينيا وذاك دنيويا. قوله: " لا محالة" بفتح الميم؛ أي: لا بد. قوله: " حسيبه"؛ أي: محاسبه على عمله. قوله: " ولا أزكي"؛ أي: لا أشهد على الله بالجزم أنه عند الله كذا وكذا; لأني لا أعرف باطنه، أي: لا أقطع به; لأن عاقبة أمره لا يعلمها إلا الله. وهاتان الجملتان معترضتان. قوله: " إن كان يعلم" متعلق بقوله: " فليقل".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية