الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5943 72 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسحاق هو ابن سعيد، عن سعيد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيتني مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بنيت بيدي بيتا يكنني من المطر ويظلني من الشمس، ما أعانني عليه أحد من خلق الله.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "بنيت بيدي" واعترض الإسماعيلي على البخاري، فقال: أدخل هذا الحديث في البناء بالطين والمدر والخزف، إنما هو في بيت الشعر; لأنه أخرج هذا الحديث، وفي روايته بيتا من شعر، ورد عليه بأن هذه الزيادة ضعيفة عندهم، وعلى تقدير ثبوتها؛ فليس في الترجمة تقييد بالطين وغيره.

                                                                                                                                                                                  وأبو نعيم الفضل بن دكين، وإسحاق هو ابن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي القرشي، وإسحاق هذا سكن مكة، وقد روى هذا الحديث عن والده، وهو المراد بقوله: عن سعيد، عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه ابن ماجه في الزهد عن محمد بن يحيى عن أبي نعيم به.

                                                                                                                                                                                  قوله: "رأيتني" ضمير الفاعل والمفعول عبارة عن شخص واحد، ومعناه: رأيت نفسي. قوله: "مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم"؛ أي: في زمن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. قوله: "يكنني" بضم الياء من أكن؛ إذا وقى، قال ابن الأثير: كذا قرأناه، وعن الكسائي: كننت الشيء؛ سترته وصنته من الشمس وأكننته في نفسي أسررته، وقال أبو زيد: كننته وأكننته بمعنى واحد في الكن، بالكسر، وفي النفس جميعا تقول: كننت العلم وأكننته، وكننت الجارية وأكننتها. قوله: "ما أعانني عليه"؛ أي: على بناء هذا البيت أحد من الناس، وهذا تأكيد لقوله: "بنيت بيدي بيتا" وإشارة إلى خفة مؤنته.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية