الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ففي الطست إذا سبعة آداب أن لا يبزق فيه وأن يقدم به المتبوع وأن يقبل الإكرام بالتقديم وأن يدار يمنة وأن يجتمع فيه جماعة وأن يجمع الماء فيه وأن يكون الخادم قائما وأن يمج الماء من فيه ويرسله من يده برفق حتى لا يرش على الفراش وعلى أصحابه وليصب صاحب المنزل بنفسه الماء على يد ضيفه هكذا فعل مالك بالشافعي رضي الله عنهما في أول نزوله عليه وقال : لا يروعك ما رأيت مني فخدمة الضيف فرض .

التالي السابق


(ففي الطست إذا سبعة آداب) تقدم الإشارة لبعض ذلك:

الأول: (أن لا يبزق فيه) لئلا يستقذره رفيقه، هذا إذا كان مع جماعة، فإن كان منفردا أو بزق فيه بعد أن يرفع فلا بأس كما تقدم .

(و) الثاني: (أن يقدم به المتبوع) أي: الرئيس أولا .

(و) الثالث: (أن يقبل الإكرام بالتقديم) ولو كان مفضولا، ولا يرده كما تقدم .

(و) الرابع: (أن يدار يمنة) تشريفا لجهة اليمين .

(و) الخامس: (أن تجتمع فيه جماعة) يغسلون معا .

(و) السادس: (أن يجمع الماء فيه) ثم يهراق .

(و) السابع: (أن يكون الخادم قائما) في وقت الصب، وفيه اختلاف .

فهذه آداب سبعة (و) من الأدب (أن يمج الماء من فيه) بعد أن يمضمضه (ويرسله من يده برفق حتى لا يرش على الفراش وعلى أصحابه) ثم يمر الماء على يده، هذا إذا كان الطست مكشوفا، فإنه ربما أدى إلى تناثر شيء منه، وأما إذا كان مغطيا فيرسل الماء من فمه إلى الطست، ولا يحتاج إلى إرساله من اليد .

(و) من الأدب: (أن يصب صاحب المنزل بنفسه الماء على يد ضيفه) تبركا به وإكراما له، وهذان الأدبان حقيق بأن يلحقا بالآداب السبعة، فتكون تسعة، ولكن المصنف أفردهما في الذكر عن السبعة (هكذا فعل مالك بالشافعي رحمهما الله تعالى في أول نزوله عليه) بالمدينة، وكان الشافعي عمره آنذاك دون العشرين، وذلك أنه قدم إليه الطعام، فلما فرغ صب مالك الماء على يده (وقال: لا يروعك ما رأيت مني خدمة الضيف فرض) ويقال: ثلاثة لا يستحيا من خدمتهم: الضيف والوالد والدابة .




الخدمات العلمية