الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا يمسح يده بالخبز .

وقال صلى الله عليه وسلم إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من أذى ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده ولا يمسح يده بالخبز وقال صلى الله عليه وسلم إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من أذى ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة

التالي السابق


(ولا يمسح يده بالخبز) لأنه يلوثه وفيه إهانة له (وقال -صلى الله عليه وسلم- إذا وقعت) ، وفي رواية: سقطت (لقمة أحدكم) من يده عند إرادة أكلها أو من فمه بعد وضعها فيه، وذلك أوكد لما فيه من استحضار الحاضرين. قال الولي العراقي : ويتأكد ذلك بعد المضغ لأنها بعد رميتها على هذه الحالة لا ينتفع بها لعيافة النفوس لها .

قال ابن العربي: وذلك إما من منازعة الشيطان له فيها حين لم يسم الله عليه، وإلا بسبب آخر، ويرجح الأول قوله: الآتي ولا يدعها للشيطان، إذ هو إنما يستحل إذا لم يذكر اسم الله عليه (فليأخذها) بيده من الأرض (وليمط) أي: يزل (ما كان بها من أذى) ، وفي رواية: من الأذى، أي: من تراب ونحوه مما تعاف، وإن تنجست طهرها إن أمكن وليأكلها أو يطعمها غيره أو يطعمها حيوانا، (ولا يدعها) أي: لا يتركها (للشيطان) إبليس لما فيه من إضاعة نعمة الله واستحقارها، والمانع من تناول تلك اللقمة الكبر غالبا، وذلك مما يحب للشيطان، ويرضاه ويدعوه إليه، (ولا يمسح يده بالمناديل) قيل: المراد به هنا منديل الفم لا منديل المسح بعد غسل اليد (حتى يلعقها) أي: يلحسها (أو يلعقها) بضم حرف المضارعة أي: غيره إنسانا أو حيوانا. علل ذلك بقوله: (فإنه لا يدري في أي طعامه) تكون (البركة) أي: التغذية والقوة على الطاعة. قال العراقي : رواه مسلم من حديث أنس وجابر، اهـ .

قلت: ولفظ حديث جابر: إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح [ ص: 221 ] يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة، كذلك رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه ، وعند أحمد والشيخين وأبي داود وابن ماجه من حديث ابن عباس بالجملة الأولى فقط. ورواه أحمد ومسلم والترمذي من حديث أبي هريرة بلفظ: " إذا أكل أحدكم طعاما فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة "، وكذلك رواه الطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت، وفي الأوسط عن أنس.




الخدمات العلمية