الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
السادس : التضرع والخشوع والرغبة والرهبة قال الله تعالى إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وقال عز وجل : ادعوا ربكم تضرعا وخفية وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا أحب الله عبدا ابتلاه حتى يسمع تضرعه .

"

التالي السابق


( السادس: التضرع والخشوع) أي: التذلل والاستكانة والمبالغة في السؤال ( والرغبة والرهبة) أما التضرع والخشوع فقد عرفت ما فيهما، وأما الرغبة والرهبة فقد ( قال الله تعالى) في وصف أنبيائه عليهم السلام ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات أي: يتسابقون في تحصيلها ( ويدعوننا رغبا أي: رغبة إلينا ( ورهبا ) أي: رهبة منا وكانوا لنا خاشعين وتقدم تفسير الرغب والرهب بمعنى آخر قريبا، وقال في آية أخرى: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين أي: موحدين مخلصين في العبادة .

( وقال عز وجل: ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) أي: ذوي تضرع وإخفاء، استدل بهذه الآية على أن التضرع من جملة آداب الدعاء، وقد تقدم الكلام على هذه الآية .

( وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحب الله عبدا) أراد به الخير ووفقه ( ابتلاه) أي: اختبره وامتحنه بنحو مرض أو هم أو ضيق ( حتى يسمع تضرعه") قال العراقي: رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس: "إذا أحب الله عبدا صب الله عليه البلاء صبا" الحديث، وفيه: "دعه فإني أحب صوته" وللطبراني من حديث أبي أمامة "أن الله تعالى يقول للملائكة: انطلقوا إلى عبدي، صبوا عليه البلاء" وفيه: "فإني أحب أن أسمع صوته" وسندهما ضعيف. اهـ .

قلت: ورواه البيهقي [ ص: 39 ] والديلمي أيضا من حديث أبي هريرة بلفظ: "ليسمع تضرعه" وفي بعض ألفاظه: "فإذا دعا قالت الملائكة: صوت معروف، وقال جبريل: رب اقض حاجته، فيقول: دعوا عبدي؛ فإني أحب أن أسمع صوته".




الخدمات العلمية