الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الأدب الرابع أن لا يقول له : هل أقدم لك طعاما بل ينبغي أن يقدم إن كان .

قال الثوري إذا زارك أخوك فلا تقل له أتأكل أو أقدم إليك ولكن قدم فإن أكل وإلا فارفع .

وإن كان يريد أن يطعمهم طعاما فلا ينبغي أن يظهرهم عليه أو يصفه لهم .

قال الثوري إذا أردت أن لا تطعم عيالك مما تأكله فلا تحدثهم به ولا يرونه معك .

وقال بعض الصوفية : إذا دخل عليكم الفقراء فقدموا إليهم طعاما وإذا دخل الفقهاء فسلوهم عن مسألة فإذا دخل القراء فدلوهم على المحراب .

التالي السابق


(الأدب الرابع أن لا يقول) المزور (له:) أي: للزائر (هل أقدم لك طعاما) أو هل تأكل، (بل ينبغي أن يقدم) له من غير أن يقول، (قال) سفيان (الثوري) -رحمه الله تعالى -: (إذا زارك أخوك فلا تقل) له: (هل تأكل أقدم إليك) الطعام؟ (ولكن قدم) له (فإن أكل) فهو المراد، (وإلا فارفع) من بين يديه، كذا في "القوت ". (وإن كان لا يريد أن يطعمهم طعاما فلا ينبغي أن يظهره عليهم أو يصفه لهم) سواء إن هو قد أكله أو لم يأكله. (قال) سفيان (الثوري) -رحمه الله تعالى -: (إذا أردت أن لا تطعم عيالك مما تأكله فلا تحدثهم به ولا يرونه معك) نقله صاحب "القوت "، وذلك لئلا يتعلق قلبهم بذلك الطعام فيشوش خاطرهم .

(وقال بعض الصوفية: إذا دخل عليكم الفقراء فقدموا إليهم طعاما) فإن ديدنهم الأكل، فإنهم لا يملكون شيئا فيأكلون به، فالأولى مواساتهم بالأكل لأجل حضور قلبهم في العبادة، (وإذا دخل الفقهاء فسلوهم عن مسألة) فإنهم يحبون مذاكرة العلم، (وإذا دخل القراء) أي: أهل التلاوة (فدلوهم على المحراب) ، فإن ديدنهم الصلاة والعبادة، وقد تجتمع هذه الأوصاف بأن كان قارئا وفقيها وفقيرا، فيقدم له ما هو الأهم وهو الإطعام .




الخدمات العلمية