الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ) قال ابن جريج : ومن يؤمن بالله . ويناسب هذا القول قوله : ( وكيف تكفرون ) . وقيل : يستمسك بالقرآن . وقيل : يلتجئ إليه ، فيكون على هذا القول حقا على الالتجاء إلى الله في دفع شرور الكفار . وجواب " من " " فقد هدي " وهو ماضي اللفظ مستقبل المعنى ، ودخلت " قد " للتوقع ؛ لأن المعتصم بالله متوقع للهدى .

وذكروا في هذه الآيات من فنون البلاغة والفصاحة : الاستفهام الذي يراد به الإنكار في ( لم تكفرون ) ( لم تصدون ) ( وكيف تكفرون ) والتكرار في " ياأهل الكتاب " ، وفي اسم الله في مواضع ، وفيما يعملون ، والطباق في " الإيمان والكفر ، وفي الكفر - إذ هو ضلال - والهداية ، وفي العوج والاستقامة ، والتجوز : بإطلاق اسم الجمع في " فريقا من الذين أوتوا الكتاب " فقيل : هو يهودي غير معين . وقيل : هو شاس بن قيس اليهودي . وإطلاق العموم [ ص: 16 ] والمراد الخصوص في : يا أيها الذين آمنوا ، على قول الجمهور أنه خطاب للأوس والخزرج . والحذف في مواضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية