الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فمن اعتقد ما يخالف الكتاب والسنة ، وذم الموافق للكتاب والسنة ، ودخل في الفرقة والاختلاف لأجل ذلك ، فهو من جنس هؤلاء .

وإن كان هذا القائل التزم بعض مذاهب الأئمة المشهورين كمذهب [ ص: 438 ] أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، فهذا إذا فعل ما يسوغ له لم يكن له أن ينكر على غيره إذا فعل أيضا ما يسوغ له ، فإنه لم يقل أحد من المسلمين : إنه يجب على الأمة كلها اتباع واحد بعينه من هؤلاء الأربعة ولا من غيرهم ، بل اتفقوا على أنه لا يجب طاعة أحد في كل شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو الذي فرض الله على الخلق اتباعه وطاعته مطلقا ، فعليهم تصديقه في كل ما أخبر به عن الله ، وطاعته في كل ما يأمر به .

وأما العلماء رضي الله عنهم فتجب طاعتهم فيما يأمرون به من طاعة [الله] ورسوله . وعلى الجاهل أن يسألهم ويتعلم منهم ويرجع إليهم في دينه ، وله أن يسأل هذا العالم وهذا العالم ، ليس عليه أن يقتصر في السؤال والاستفتاء في جميع الدين على واحد بعينه .

التالي السابق


الخدمات العلمية