الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            3-7 السيرة النبوية إلى جانب القصص القرآني ضمن مصادر التاريخ.. وبعض مطاعن المستشرقين:

            السيرة النبوية نموذج مهم كذلك، إلى جانب القرآن الكريم، في الكتابة التاريخية، فهو مثال وقدوة المسلمين العليا في الحياة، وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله تعد الركن الثاني في التشريع الإسلامي، الذي كان قانون الدولة؛ لذا بدأ الاهتمام مبكرا بجمع كل ما يتعلق بحياته فيما سمي بعد ذلك بـ (السيرة) ، ثم اتسع نطاق هذه الدراسة لتشمل ما عرف بـ (المغازي) والتي تغطي الجوانب السياسية والعسكرية من حياته، حيث لم تعد الجوانب الاجتماعية، مثار الاهتمام لوحدها، بل صار كفاحه وجهاده في سبيل نشر رسالته، بما في ذلك كفاحه المسلح -أي: سراياه وغزواته-مثار المزيد من الاهتمام.

            وعلى الرغم من الأهمية المتزايدة للسيرة النبوية ومكانتها التي تلي مكانة القرآن الكريم في مجالات التشريع والأحكام وأيضا مصدر من مصادر معرفة [ ص: 140 ] التاريخ - كما أشرنا إلى كل ذلك من قبل- إلا أن السنة النبوية لقيت طعنا تعاظم من لدن المستشرقين ثم من بين بعض أبناء المسلمين تشكيكا في بعض صدقيتها، وقد استند بعض هؤلاء على أن جانبا من السنة المطهرة قد كتب ودون في فترات مختلفة لاحقة لعهد النبي صلى الله عليه وسلم، وشاب بعض مروياتها المكذوبة التلون بألوان الصراع السياسي بين المسلمين عقب أحداث الفتنة الكبرى وظهور الأحزاب والفرق السياسية ولأسباب أخرى أيضا أشار إليها علماء الحديث في مباحث الوضع في السنة.

            وأشار الريح حمد النيل إلى إن المناهج، التي اختطها عدد كبير من المستشرقين لكتابة التاريخ الإسلامي خاصة، والعلوم الإسلامية عامة، عمدت إلى ما يلي:

            أولا: محاولة رد معطيات الدين الإسلامي إلى أصول يهودية ونصرانية، ويتمثل هذا الأمر في كثير من الكتابات حول الوحي وحول القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ونستشهد على هذا بأن معظم المستشرقين النصارى هم من طبقة رجال الدين أو من خريجي كليات اللاهوت، وهم عندما يتطرقون إلى الموضوعات الحساسة من الإسلام يحاولون جهد إمكانهم ردها إلى أصل نصراني.

            ثانيا: التشكيك في صحة الحديث النبوي الشريف؛ فقد دأب المستشرقون عموما على التشكيك في صحة الحديث النبوي الشريف، من [ ص: 141 ] خلال الزعم بأن «الحديث لم يدون وقد نقل شفاهة، مما يستوجب في نظرهم عدم صحة الأحاديث» [1] .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية