الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            - عماد الدين خليل امتداد لفكرة «أسلمة العلوم»:

            إن فكرة «أسلمة العلوم» ربما ليست فكرة خاصة بعماد الدين خليل وحده، وليس هو صـاحبها في المقام الأول، وإن كانت مجهوداته في جـانب منها مما يعتز به وينظر إليه بتقدير واحترام.. إن من أبرز رواد هذه المقاربة، «أسلمة العلوم»، وأهمهم -بالإضافة إلى من ذكرنا بطبيعة الحال - هو المفكر والفيلسوف المعاصر جعفر شيخ إدريس، الذي كتب بحوثا باللغتين العربية والإنجليزية، لعل من أهمها بحوثه في «الرد على أوهام المادية الجدلية»، بالإضافة إلى عدد قيم من البحوث الأخرى.. وهو أول من كتب في موضوع «أسلمة العلوم»، حيث كتب رسالتين صغيرتين حول الموضوع تعد أساسا لكل من كتب بعده، كما له بحوث في الرد على الفكر الغربي والمذاهب المعاصرة [1] .

            [ ص: 202 ] فربما يكون هو صـاحب الرؤية والمصـطلح، ثم إن تصـوره تلقفه طائفة من أبناء الأمة فجددوا الكتابة به، ونسخوا عشرات المصنفات شرحا وتوضيحا وإكمالا لما بدأه، ونحن بالطبع لسنا هنا في مقام توضيح صحة أو عدم صحة هذا الاعتقاد أو الفكرة بقدر ما نحن نحاول رصـد جوانبها، وتحديد معالمها، وبيان صورها، خاصة في علم التاريخ.

            أما «التفسـير الإسلامي للتاريخ»، أو «أسـلمة التاريخ»، فربما تكون هناك كتابات سـبقت عماد الديـن خليـل بعقود قليـلة حـول الأمر، يمكننا أن نضـرب مثـلا هنا بمقال لأحمد عثمان إبراهيم تحت عنـوان: «كيف ينبغي أن ننظر إلى التاريخ الإسلامي»؟، تناول فيه أبعاد العناصر نفسها، التي ارتكز عليها دعاة مدرسة «أسـلمة التاريخ» في تناول التاريخ الإسـلامي لاحقا، وغفلة المناهج التاريخية الحديثة عن اسـتيعاب المادة التاريخية الإسـلامية بصـورة صـادقة وأمينة، وعلى الرغم من أنها مقالة محدودة لا تتجاوز الصـفحات اليسيرة إلا أنها مثلت تماما الروح التي عبر بها دعاة «التفسير الإسلامي للتاريخ» عن أفكارهم [2] .



            [ ص: 203 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية