الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإن هرب ) جمال أو نحوه ( أو مات جمال أو نحوه ) كحمار وبغال ( وترك بهائمه ) التي أكراها ( وله ) أي : الهارب ( مال ) مقدور عليه ( أنفق عليها ) أي : البهائم ( منه ) أي : المال ( حاكم ) لوجوب نفقتها عليه وهو غائب والحاكم نائبه ( وإلا ) بأن لم يقدر للهارب على مال ( فأنفق عليها مكتر بإذن حاكم ) رجع لقيام إذن الحاكم مقام إذن ربها ( أو ) أنفق عليها مكتر بدون إذن حاكم ( بنية رجوع رجع ) على مالكها بما أنفقه سواء قدر على استئذان الحاكم أو لا ، أشهد على نية رجوعه بأن قال : اشهدوا أني ما أنفقت على هذه البهائم إلا بنية الرجوع أو لا ، لقيامه عنه بواجب ، وإن اختلفا فيما أنفقه وكان الحاكم قدره ، قبل قول المكتري في ذلك دون ما زاد ، وإن لم يقدره قبل قوله في قدر النفقة بالمعروف .

                                                                          قاله في المبدع : ( فإذا انقضت الإجارة باعها ) أي : البهائم ( حاكم ووفاه ) ما أنفقه على البهائم ; لأن فيه تخليصا لذمة الغائب وإيفاء المنفق ( وحفظ باقي ثمنها لمالكها ) ; لأن عليه حفظ مال الغائب .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية