الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإن تعدد راكب ) دابة بأن كان عليها اثنان فأكثر ( ضمن الأول ) ما يضمنه المنفرد ; لأنه المتصرف فيها والقادر على كفها ( أو ) أي : ويضمن ( من خلفه إن انفرد بتدبيرها لصغر الأول أو مرضه ونحوهما ) كعماه ( وإن اشتركا ) أي : الراكبان ( في تدبيرها أو لم يكن ) معها ( إلا سائق وقائد اشتركا [ ص: 330 ] في الضمان ) ; لأن كلا منهما لو انفرد لضمن فإذا اجتمعا ضمنا ( ، ويشارك راكب معها ) أي : السائق والقائد كلا منهما ( أو ) أي : ويشارك راكب ( مع أحدهما ) من سائق أو قائد في ضمان جناية الدابة ; لأن كلا منهم لو انفرد مع الدابة انفرد بالضمان . فكذا إذا اجتمع مع غيره ( وإبل ) مقطرة كواحدة ( وبغال مقطرة كواحدة على قائدها الضمان ) لجناية كل من القطار . لأن الجميع يسير بسير الأول ، ويقف بوقوفه ويطأ بوطئه ، وبذلك يمكنه حفظ الجميع عن الجناية ( ويشاركه ) أي : القائد في ضمان ( سائق في أولها ) أي : المقطرة ( في ) جناية ( جميعها و ) يشاركه سائق ( في آخرها في ) جناية ( الأخير فقط و ) يشاركه سائق ( فيما بينهما ) أي : الأول والأخير ( فيما باشر سوقه . و ) ف ( ما بعده ) دون ما قبله ، لأنه ليس بسائق له ولا تابع لما يسوقه ، فانفرد به القائد ، ( وإن انفرد راكب على أول قطار ضمن ) جناية ( الجميع ) ; لأنه في حكم القائد لما بعد المركوب ، والكل يسير بسيره ويطأ بوطئه ، فأمكن حفظه عن الجناية . وإن ركب أو ساق غير الأول ، وانفرد ضمن جناية ما ركبه أو ساقه وما بعده ، لا ما قبله ، وسواء كان الراكب والسائق والقائد مالكا أو أجيرا أو مستأجرا ، أو مستعيرا ، أو موصى له بنفعها ، ولو انفلتت دابة ممن هن بيده وأفسدت فلا ضمان نصا . فلو استقبلها إنسان فردها ، فقياس قول الأصحاب الضمان . قال الحارثي :

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية