الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإن تعدى ) وديع في وديعة كأن كانت دابة ( فركبها لا لسقيها ) أو علفها ، وله الاستعانة بالأجانب في ذلك وفي الحمل والنقل ( أو ) كانت ثيابا ف ( لبسها لا لخوف ) عليها ( من عث ) بضم العين المهملة جمع عثة : سوسة تلحس الصوف [ ص: 357 ] ( ونحوه ) كافتراش فرش لا لخوف من عث وكاستعمال آلة صناعة من خشب لا لخوف من الأرضة ( ويضمن ) مودع ثياب نقصها بعث ( إن لم ينشرها ) لتفريطه ( أو أخرج الدراهم ) أو الدنانير المودعة ( لينفقها أو لينظر إليها ثم ردها ) إلى وعائها ولو بنية الأمانة ( أو كسر ختمها أو حل كيسها ) بلا إخراج ضمنها لهتكه الحرز بتعديه ( أو جحدها ) أي : الوديعة مودع ( ثم أقر بها ) ضمنها ; لأنه بجحده خرج عن الاستئمان فيها فلم يزل عنه الضمان بإقراره بها لعدوان يده ( أو خلطها ) أي : الوديعة بما لا تتميز عنه ضمنها ; لأنه صيرها في حكم التالف وفوت على نفسه ردها أشبه ما لو ألقاها في لجة بحر . وسواء كان الخلط بمال غيره وسواء كان بنظيرها أو أجود أو أدنى منها و ( لا ) يضمنها إن خلط ( بمتميز ) كدراهم بدنانير ; لأنه لا يعجز به عن ردها أشبه ما لو تركها بصندوق فيه أكياس له ، ( ولو ) كان التعدي أو الجحد أو الخلط بما لا تتميز عنه ( في إحدى عينين ) بأن كانت الوديعة كيسين ففعل ذلك في أحدهما دون الآخر ( بطلت ) الأمانة ( فيه ) أي : في الكيس مثلا الذي تعدى فيه دون الآخر ، ( ووجب ردها ) أي : الوديعة حيث بطلت ( فورا ) ; لأنها أمانة محضة وقد زالت بالتعدي ( ولا تعود وديعة ) بغير عقد متجدد ، ( وصح ) قول مالك لمودع ( كلما خنت ثم عدت إلى الأمانة فأنت أمين ) لصحة تعليق الإيداع على الشرط كالوكالة وإن خلط إحدى وديعتي زيد بالأخرى بلا إذن وتعذر التمييز فوجهان . ذكره في الرعاية ، وإن اختلطت الوديعة بلا فعله ثم ضاع البعض جعل من مال المودع في ظاهر كلامه . ذكره المجد في شرحه

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية