الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وتصح ) الوصية ( بمبهم كثوب ويعطى ) الموصى له به ( ما يقع عليه الاسم ) أي اسم الثوب لأنه اليقين ، سواء كان منسوجا من حرير أو كتان أو قطن أو صوف أو شعر ونحوه مصبوغا أو لا صغيرا أو كبيرا لأن غايته أنه مجهول والوصية تصح بالمعدوم فبهذا أولى ( فإن اختلف ) اسم موصى به ( بالعرف والحقيقة ) اللغوية ( غلبت ) الحقيقة على العرف لأنها الأصل . ولهذا يحمل عليها كلام الله تعالى ، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ( فشاة وبعير ) بفتح الباء وكسرها ( وثور ) اسم ( لذكر وأنثى ) ويشمل لفظ الشاة الضأن والمعز والصغير والكبير لعموم حديث " { في أربعين شاة شاة } " ويقولون حلبت البعير يريدون الناقة والبكرة كالفتاة وكذا القلوص ( مطلقا ) أي سواء قال وصيت بثلاث أو ثلاثة من غنمي أو إبلي أو بقري ونحوه لأن اسم الجنس يذكر ويؤنث وقد يلحظ في التذكير معنى الجمع وفي التأنيث معنى الجماعة ( وحصان ) بكسر الحاء المهملة لذكر ( وجمل ) بفتح الميم وسكونها لذكر ( وحمار وبغل وعبد لذكر ) فقط لقوله تعالى { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم } والعطف للمغايرة . وقيل في العبد للذكر والأنثى . ويؤيده ما يأتي في العتق إذا قال : عبيدي أحرار عتق مكاتبوه ومدبروه وأمهات أولاده ( وحجر ) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم الأنثى من الخيل . قال في القاموس وبالهاء لحن ( وأتان ) الحمارة قال في القاموس والأتانة قليلة ( وناقة وبقرة لأنثى وفرس ورقيق لهما ) أي لذكر وأنثى وكذا الخنثى ( والدابة اسم لذكر وأنثى من خيل وبغال وحمير ) فتتقيد يمين من حلف لا يركب دابة بها لأن الاسم في العرف لا يقع إلا على ذلك ، ولم تغلب الحقيقة هنا لأنها صارت مهجورة فيما عدا الأجناس الثلاثة . أشار إليه الحارثي لكن إن قرن به ما يصرفه إلى أحدهما كدابة يقاتل عليها أو يسهم لها انصرف إلى الخيل ، أو دابة ينتفع بظهرها ونسلها خرج منه البغال لأنه لا نسل لها وخرج الذكر

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية