الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

شرح منتهى الإرادات

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة

جزء

( فلو مات سيد ) أي : معتق ( عن ابنين ثم ) مات ( أحدهما ) أي : الابنين ( عن ابن ثم مات عتيقه ) أي : السيد ( فإرثه لابن سيده ) ; لأنه أقرب عصبته إليه ( وإن ماتا ) أي : ابنا السيد ( قبل العتيق وخلف أحدهما ) أي : الابنين ( ابنا ) واحدا ( و ) خلف ( الآخر أكثر ) من ابن كتسعة ( ثم مات العتيق فإرثه ) بين أولاد الابنين ( على عددهم كالنسب ) .

قال أحمد : يروى هذا عن عمر وعثمان وعلي وزيد بن حارثة وابن مسعود وبه قال أكثر أهل العلم : إذ الولاء لا يورث كما تقدم وإنما يرثونه به كما يرثون بالنسب لحديث { الولاء لمن أعتق } وحديث { الولاء لحمة كلحمة النسب } فعصبة السيد إنما ترث مال عتيقه بولاء معتقه لا نفس الولاء

( فَلَوْ مَاتَ سَيِّدٌ ) أَيْ : مُعْتِقٌ ( عَنْ ابْنَيْنِ ثُمَّ ) مَاتَ ( أَحَدُهُمَا ) أَيْ : الِابْنَيْنِ ( عَنْ ابْنٍ ثُمَّ مَاتَ عَتِيقُهُ ) أَيْ : السَّيِّدِ ( فَإِرْثُهُ لِابْنِ سَيِّدِهِ ) ; لِأَنَّهُ أَقْرَبُ عَصَبَتِهِ إلَيْهِ ( وَإِنْ مَاتَا ) أَيْ : ابْنَا السَّيِّدِ ( قَبْلَ الْعَتِيق وَخَلَّفَ أَحَدُهُمَا ) أَيْ : الِابْنَيْنِ ( ابْنًا ) وَاحِدًا ( وَ ) خَلَّفَ ( الْآخَرُ أَكْثَرَ ) مِنْ ابْنٍ كَتِسْعَةٍ ( ثُمَّ مَاتَ الْعَتِيقُ فَإِرْثُهُ ) بَيْنَ أَوْلَادِ الِابْنَيْنِ ( عَلَى عَدَدِهِمْ كَالنَّسَبِ ) .

قَالَ أَحْمَدُ : يُرْوَى هَذَا عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَبِهِ قَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ : إذْ الْوَلَاءُ لَا يُورَثُ كَمَا تَقَدَّمَ وَإِنَّمَا يَرِثُونَهُ بِهِ كَمَا يَرِثُونَ بِالنَّسَبِ لِحَدِيثِ { الْوَلَاءِ لِمَنْ أَعْتَقَ } وَحَدِيثِ { الْوَلَاءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ } فَعَصَبَةُ السَّيِّدِ إنَّمَا تَرِثُ مَالَ عَتِيقِهِ بِوَلَاءِ مُعْتِقِهِ لَا نَفْسِ الْوَلَاءِ

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث