الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3347 47 - حدثني إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا الفضل بن موسى، عن الجعيد بن عبد الرحمن، رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين، جلدا معتدلا، فقال: قد علمت ما متعت به سمعي، وبصري إلا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن خالتي ذهبت بي إليه، فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي شاك، فادع الله، قال: فدعا لي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  توجه المطابقة بينه وبين الباب المترجم قبله بما ذكرنا الآن، وإسحاق هو ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه، والفضل بن موسى الشيباني، وشيبان قرية من قرى مرو المروزي، والجعيد، بضم الجيم، وفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره دال مهملة ابن عبد الرحمن، ويقال: الجعد أيضا الكندي المدني، والسائب بن يزيد من الزيادة ابن سعد الكندي، ويقال: الأسدي، ويقال: الليثي، ويقال: الهذلي. وقال الزهري: هو من الأزد عداده في كنانة، له ولأبيه صحبة، توفي بالمدينة سنة إحدى وتسعين، وهو ابن ست وتسعين. وفي الحديث المذكور عن إسحاق لم يذكر إلا هنا فقط بخلاف الحديث الآتي على ما نبينه إن شاء الله تعالى.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ابن أربع وتسعين "، هذا يدل على أنه رآه في سنة اثنتين وتسعين، فيكون عاش بعد ذلك سنتين، وهو الأشهر، وأبعد من قال: إنه مات قبل التسعين. وقال ابن أبي داود، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة. قوله: " جلدا "، بفتح الجيم، وسكون اللام، أي: قويا صلبا. قوله: " معتدلا "، أي: معتدل القامة مع كونه معمرا. قوله: " ما متعت به " على صيغة المجهول. قوله: " سمعي " بدل من الضمير الذي في به، وبصري عطف عليه. قوله: " شاك " فاعل من الشكوى، وهو المرض. قوله: " فادع الله "، أي: ادع الله له، وهكذا يروى أيضا. وقال عطاء بن السائب: كان مقدم رأسه أسود، وهو هو؛ لأنه صلى الله عليه وسلم مسحه وأمه علية بنت شريح الحضرمية، ومخرمة بن شريح خاله.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية