الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3592 291 - حدثني محمد بن المثنى، حدثنا فضل بن مساور ختن أبي عوانة، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر رضي الله عنه سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".

                                                                                                                                                                                  [ ص: 268 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 268 ] اهتزاز العرش لموت سعد منقبة عظيمة له، وفضل بن مساور بلفظ اسم الفاعل من المساورة بالسين المهملة وهي المواثبة والمقاتلة أبو مساور البصري من أفراد البخاري، وليس له في البخاري إلا هذا الموضع، وهو ختن أبي عوانة، وهو كل من كان من قبل المرأة مثل الأخ والأب، وأما العامة فختن الرجل عندهم زوج ابنته، وهو يروي عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، عن سليمان الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع المكي.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم عن عمرو الناقد، وأخرجه ابن ماجه في السنة عن علي بن محمد.

                                                                                                                                                                                  قوله: " اهتز العرش " العرش في اللغة السرير، فإن كان المراد به السرير الذي حمل عليه فمعنى الاهتزاز الحركة والاضطراب، وذلك فضيلة له كما كان رجف أحد فضيلة لمن كان عليه، وهو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وإن كان المراد به عرش الله تعالى فيراد منه حملته، ومعنى الاهتزاز السرور والاستبشار بقدومه، ومنه: اهتزت الأرض بالنبات إذا اخضرت وحسنت، وقال الكرماني: أقول: ويحتمل أن يكون اهتزاز نفس العرش حقيقة، والله على كل شيء قدير، (قلت): فيه تأمل، وقال الطيبي: قالت طائفة: هو على ظاهره، واهتزاز العرش تحركه فرحا بقدوم سعد، وجعل الله في العرش تمييزا ولا مانع منه، كما قال: وإن منها لما يهبط من خشية الله وقال المازري: هو على حقيقته ولا ينكر هذا من جهة العقل لأن العرش جسم والأجسام تقبل الحركة والسكون، وقيل: المراد بالاهتزاز الاستبشار، ومنه قول العرب: فلان يهتز للكرم، لا يريدون اضطراب جسمه وحركته وإنما يريدون ارتياحه إليه وإقباله عليه، وقال الحربي: هو كناية عن تعظيم شأن وفاته، والعرب تنسب الشيء المعظم إلى أعظم الأشياء فيقولون: أظلمت لموت فلان الأرض، وقامت له القيامة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية