الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3255 96 - حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت عيسى وموسى وإبراهيم؛ فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في ذكر لفظ عيسى عليه الصلاة والسلام، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعثمان هو ابن المغيرة الثقفي الكوفي الأعشى ويقال له: عثمان بن أبي زرعة، وأبو زرعة هو كنية المغيرة وهو من أفراد البخاري من صغار التابعين وليس له في البخاري سوى هذا الحديث الواحد، وهو يروي عن مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، وقال أبو مسعود الحافظ: أخطأ البخاري في قوله: " مجاهد عن ابن عمر "، وإنما رواه محمد بن كثير وإسحاق [ ص: 33 ] ابن منصور السلولي وابن أبي زائدة ويحيى بن آدم وغيرهم عن إسرائيل عن عثمان عن مجاهد عن ابن عباس. وقال الغساني: أخطأ البخاري فيما قال عن مجاهد عن ابن عمر، والصواب: عن مجاهد عن ابن عباس. وقال التيمي: قال بعضهم: لا أدري أهكذا حدث به البخاري أو غلط فيه الفربري؛ لأن المحفوظ رواية ابن كثير عن مجاهد عن ابن عباس. قلت: أراد التيمي من قوله: " قال بعضهم " أبا ذر؛ فإنه قال: هكذا وقع في جميع الروايات المسموعة، عن الفربري " مجاهد عن ابن عمر ". قال: ولا أدري... إلى آخر ما قاله التيمي، ثم قال أبو ذر: لأني رأيت في جميع الطرق عن محمد بن كثير وغيره عن مجاهد عن ابن عباس، والذي يظهر من كلامهم أن الصواب: مجاهد عن ابن عباس، وكذا قال ابن منده بعد أن أخرج الحديث المذكور، والصواب عن ابن عباس. وقال بعضهم: ويقع في خاطري أن الوهم فيه من غير البخاري، فإن الإسماعيلي أخرجه من طريق نصر بن علي عن أبي أحمد، وقال فيه عن ابن عباس ولم ينبه على أن البخاري قال فيه عن ابن عمر، فلو كان وقع له كذلك لنبه عليه كعادته، انتهى. قلت: لا يلزم من عدم تنبيهه على هذا أن يكون الوهم فيه من غير البخاري، إذ البخاري غير معصوم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (جعد)؛ أي: جعد الشعر، وهو ضد السبط؛ لأن السبط أكثر ما في شعور العجم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (آدم)؛ أي: أسمر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (جسيم)، وقد مر فيما مضى أنه " ضرب " أي: خفيف اللحم وأنه " مضطرب "، فهذا يضاد قوله: " جسيم "، ولهذا قال التيمي: كأن بعض لفظ الحديث دخل في بعض؛ لأن الجسيم إنما ورد في صفة الدجال، والجواب عنه أن الجسامة كما تكون في الشخص باعتبار السمن تكون فيه أيضا باعتبار الطول، ولهذا قال: كأنه من رجال الزط - لأن الزط بضم الزاي وتشديد الطاء المهملة جنس من السودان طوال.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية