الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3472 172 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا يحيى، عن سعيد، عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " وصديق " على ما لا يخفى، ويحيى هو ابن سعيد القطان، وسعيد هو ابن أبي عروبة.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في فضل عمر رضي الله تعالى عنه عن مسدد، وأخرجه أبو داود في السنة عن مسدد أيضا، وأخرجه الترمذي في المناقب عن بندار به، وأخرجه النسائي فيه عن أبي قدامة عن يحيى به، وعن عمرو بن علي عن يحيى ويزيد بن زريع به.

                                                                                                                                                                                  قوله: " صعد أحدا " هو الجبل المعروف بالمدينة، (فإن قلت): وقع لأبي يعلى من وجه آخر عن سعيد حراء، جبل بمكة قال بعضهم: والأول أصح ولولا اتحاد المخرج لجوزت تعدد القصة. قلت: الاختلاف فيه من سعيد فإن في مسند [ ص: 191 ] الحارث بن أسامة: عن روح بن عبادة، عن سعيد فقال: أحد أو حراء بالشك ولكن لا شك في تعدد القصة، فإن أحمد رواه من طريق بريدة بلفظ حراء، وإسناده صحيح، وأبا يعلى رواه من حديث سهل بن سعد بلفظ أحد، وإسناده صحيح، وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة فذكر أنه كان على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم، فهذا كله يدل على تعدد القصة. قوله: " وأبو بكر " عطف على الضمير المرفوع الذي في صعد، وهذا لا خلاف فيه لوجود قوله: " أحدا " وهو الحائل، وأما إذا كان بغير الحائل ففيه خلاف بين الكوفيين والبصريين، وقد ذكرناه فيما مضى. قوله: " فرجف " أي: اضطرب أحد بهم. قوله: " اثبت " أمر من ثبت. قوله: " أحد " بضم الدال منادى قد حذف حرف ندائه تقديره: يا أحد. قوله: " صديق " هو أبو بكر. قوله: " وشهيدان " هما عمر وعثمان.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية