الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3351 51 - حدثني عمرو بن علي، حدثنا ابن فضيل، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت أبا جحيفة رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه، قلت لأبي جحيفة: صفه لي. قال: كان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة قلوصا، قال: فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن نقبضها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في الحديث المذكور بأتم منه، أخرجه عن عمرو بن علي بن بحر بن أبي حفص الباهلي البصري الصيرفي، عن محمد بن فضيل بالتصغير، إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: قد شمط، بفتح الشين المعجمة، وكسر الميم، أي: صار شعر رأسه السواد مخالطا بالبياض. قوله: " فأمر لنا "، أي: له، ولقومه من بني سواءة، وكان أمر لهم بذلك على سبيل جائزة الوفد. قوله: " بثلاث عشرة "، ويروى [ ص: 104 ] بثلاثة عشر. وقال ابن التين، وكان حقه أن يقول ثلاث عشرة، وهو ظاهر. قوله: " قلوصا "، بفتح القاف، وضم اللام، وهي الأنثى من الإبل، وقيل: هي الطويلة القوائم. وقال الداودي هي الثنية من الإبل. قوله: " فقبض النبي عليه الصلاة والسلام قبل أن نقبضها "، أي: قبل أن نقبض تلك القلائص.

                                                                                                                                                                                  وفيه إشعار أن ذلك كان قرب وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، وقد شهد أبو جحيفة ومن معه من قومه حجة الوداع كما سيأتي عن قريب. (فإن قلت): هل قبضوها بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام. قلت: نعم روى الإسماعيلي من طريق محمد بن الفضيل بالإسناد المذكور، فذهبنا نقبضها فأتانا موته فلم يعطونا شيئا، فلما قام أبو بكر رضي الله عنه قال: من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فليجئ، فقمت إليه فأخبرته فأمر لنا بها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية