الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3634 (وقال ابن وهب: أخبرنا عمرو، عن بكير بن الأشج أن كريبا مولى ابن عباس حدثه: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ليس السعي ببطن الوادي بين الصفا والمروة سنة إنما كان أهل الجاهلية يسعونها ويقولون: لا نجيز البطحاء إلا شدا).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: قال عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث المصري، عن بكير مصغر بكر بالباء الموحدة ابن الأشج بفتح المعجمة وشد الجيم وهو بكير بن عبد الله بن الأشج مولى بني مخزوم، كان من صلحاء أهل المدينة. وهذا تعليق وصله أبو نعيم في (المستخرج) من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ليس السعي " المراد منه السعي اللغوي وهو العدو؛ أي: ليس الإسراع في السعي ببطن الوادي بين الصفا والمروة سنة، وفي رواية الكشميهني: " بسنة " بباء الجر، وقال ابن التين: خولف فيه [ ص: 299 ] ابن عباس، بل قالوا إنه فريضة، (قلت): أراد ابن عباس أن شدة السعي ليس بسنة، ولا يريد بذلك نفي سنية السعي المجرد، وفيه خلاف، فعند مالك والشافعي وأحمد: السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج، وعند أصحابنا ليس بركن بل هو من الواجبات كما علم في موضعه. قوله: " لا نجيز " بضم النون أي: لا نقطع البطحاء بمسيل الوادي، يقال: أجزته أي: خلفته وقطعته، ويقال: جزت الموضع أي: سرت فيه وأجزته خلفته وقطعته، وقيل: أجزته بمعنى جزته، ويروى: " لا نجوز البطحاء " أي: لا نتجاوزها إلا شدا، وانتصابه على أنه صفة لمصدر محذوف أي: لا نجيز إجازة شدا؛ أي: بقوة وعدو شديد، ويجوز أن يكون حالا بمعنى شادين.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية