الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3524 223 - حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان، قال: حدثني عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا، وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة جدا، وسليمان هو ابن بلال، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بعثا " بفتح الباء الموحدة [ ص: 232 ] وسكون العين المهملة وفي آخره ثاء مثلثة، وهو السرية.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وأمر " بتشديد الميم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فطعن " يقال: طعن بالرمح وباليد يطعن بالضم، وطعن في العرض والنسب يطعن بالفتح، وقيل: هما لغتان فيهما.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بعض الناس " منهم عياش بن أبي ربيعة المخزومي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " في إمارته " بكسر الهمزة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " في إمارة أبيه " وهي إمارة زيد بن حارثة في غزوة مؤتة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إن كان لخليقا " أي: إن زيدا كان خليقا بالإمارة يعني أنهم طعنوا في إمارة زيد، وظهر لهم في الآخر أنه كان جديرا لائقا بها، فكذلك حال أسامة.

                                                                                                                                                                                  وفيه جواز إمارة الموالي وتولية الصغار على الكبار والمفضول على الفاضل للمصلحة. وقال الكرماني: الأحب بمعنى المحبوب.

                                                                                                                                                                                  قلت: ما ظهر لي وجه العدول عن معنى التفضيل، ومع هذا ذكره بكلمة من التبعيضية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية