الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3353 53 - حدثنا عصام بن خالد، حدثنا حريز بن عثمان أنه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخا؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعصام بكسر العين المهملة ابن خالد أبو إسحاق الحمصي الحضرمي، مات سنة بضع عشرة ومائتين من كبار شيوخ البخاري، وليس له عنه في الصحيح غيره، وهو من أفراد البخاري، وحريز، بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره زاي ابن عثمان السامي مات سنة ثلاث وستين ومائة، وعبد الله بن بسر، بضم الباء الموحدة، وسكون السين المهملة، وفي آخره راء.

                                                                                                                                                                                  والحديث من ثلاثيات البخاري. الثالث عشر منها، ومن أفراده أيضا.

                                                                                                                                                                                  قوله: أرأيت النبي، يجوز فيه وجهان: أحدهما أن يكون أرأيت بمعنى أخبرني، ويكون لفظ النبي مرفوعا على الابتداء. وقوله: أكان شيخا خبره على تأويل: هل يقال فيه: كان شيخا، وأعربه بعضهم بأن النبي مرفوع على أنه اسم كان، وفيه ما فيه، والوجه الآخر أن يكون أرأيت استفهاما تقديره: هل رأيت النبي، أكان شيخا فيكون النبي منصوبا على المفعولية، ويؤيد هذا ما رواه الإسماعيلي من وجه آخر، عن حريز بن عثمان قال: رأيت عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم بحمص، والناس يسألونه، فدنوت منه وأنا غلام، فقلت: أنت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم. قلت: أشيخ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شاب؟ قال: فتبسم. وفي رواية له: فقلت له: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صبغ؟ قال: يا ابن أخي، لم يبلغ ذلك. قوله: " شعرات بيض " الشعرات جمع شعرة، والبيض بكسر الباء الموحدة جمع أبيض. وقال الكرماني: شعرات جمع قلة، فلا يكون زائدا على عشرة. قلت: سمعت بعض الأساتذة الكبار أن عدد الشعرات البيض التي كانت على عنفقته سبعة عشر شعرة، والله أعلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية