الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3405 105 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال لي: إني أراك تحب الغنم وتتخذها فأصلحها وأصلح رعامها؛ فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم يتبع بها شعف الجبال أو سعف الجبال في مواقع القطر، يفر بدينه من الفتن.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " يأتي على الناس زمان " إلى آخره وأبو نعيم الفضل بن دكين وعبد العزيز بن أبي سلمة هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، واسم أبي سلمة دينار، والماجشون بكسر الجيم وفتحها وضمها. قال الكرماني: وفي بعض النسخ: عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون بزيادة لفظة ابن بعد أبي سلمة والصواب عدمه، وجاز فيه ضم النون؛ لأنه صفة لعبد العزيز، ويجوز كسرها لأنه صفة لأبي سلمة قلت: وقال ابن سعد: يعقوب بن أبي سلمة هو الماجشون فسمي بذلك هو وولده فيعرفون جميعا بالماجشون، وسمي بذلك لأن وجنتيه كانتا حمراوين فسمي بالفارسية المايكون فيه خمر، شبه وجنتاه بالخمر، فعربه أهل المدينة فقالوا: الماجشون، ويعقوب بن أبي سلمة هو عم عبد العزيز المذكور، وعبد الرحمن بن أبي صعصعة هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة ينسب إلى جده، وروايته لهذا الحديث عن أبيه لا عن أبي صعصعة فافهم.

                                                                                                                                                                                  وأول الحديث مضى في باب ذكر الجن وثوابهم، فإنه أخرجه هناك عن قتيبة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  وقوله: " يأتي على الناس زمان إلى آخره " في باب خير مال المسلم غنم، ولكن فيها بعض زيادة ونقص في المتن يعرف عند النظر. وقوله: " رعامها " بضم الراء وتخفيف العين المهملة وهو المخاط يقال: شاة رعوم بها ماء يسيل من أنفها الرعام، أي: نح الرعام منها، ويروى رعاتها جمع الراعي نحو القضاة والقاضي. قوله: " شعف الجبال " بالشين المعجمة. قوله: " أو سعف الجبال " بالسين المهملة شك من الراوي وهو جمع سعفة في رأس الجبل، والشك إما في حركة العين وسكونها وإما في السين المهملة أو المعجمة وهي غصن النخل. وقال ابن الأثير: غصن النخل إذا يبس يسمى سعفة بالسين المهملة، وإذا كان رطبا فهي شطبة والشعف بالشين المعجمة رأس جبل من الجبال، ومنه قيل لأعلى شعر الرأس: شعفة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية