الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3410 109 - حدثنا أحمد بن محمد المكي، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال: كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش. فقال مروان: غلمة؟ قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. وأحمد بن محمد بن الوليد أبو محمد الأزرقي المكي، ويقال: الزرقي المكي، وعمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أبو أمية القرشي، سمع جده سعيد بن عمرو أبا عثمان القرشي الكوفي، وروى له مسلم أيضا إلا أن ابن ابنه عمرو من أفراد البخاري، وكذلك أحمد بن محمد من أفراده.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الفتن عن موسى بن إسماعيل.

                                                                                                                                                                                  قوله: " الصادق في نفسه " والمصدوق من عند الله والمصدق من عند الناس. قوله: " غلمة " بكسر الغين جمع غلام جمع قلة، والغلام الطار الشارب وقال بعضهم: قال الكرماني: تعجب مروان من وقوع ذلك من غلمة فأجابه أبو هريرة إن شئت صرحت بأسمائهم. انتهى. وكأنه غفل عن الطريق المذكورة في الفتن فإنها ظاهرة في أن مروان لم يوردها مورد التعجب، فإن لفظه هناك فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة، فظهر أن في هذه الطريق اختصارا. انتهى. قلت: لا مانع من تعجبه من ذلك مع لعنه عليهم فلا وجه لنسبته إلى التغفل. قوله: " إن شئت " خطاب لمروان، ويروى إن شئتم خطاب له ولمن كان معه أو يكون له للتعظيم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية