الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3460 160 - حدثني أحمد بن أبي الطيب، حدثنا إسماعيل بن مجالد، حدثنا بيان بن بشر، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن همام قال: سمعت عمارا يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن في أبي بكر فضيلة خاصة لسبقه في الإسلام، حيث لم يسلم أحد قبله من الرجال الأحرار. وأحمد بن أبي الطيب اسمه سليمان المروزي البغدادي، روى عنه البخاري هذا الحديث. وإسماعيل بن مجالد بالجيم ابن عمير الهمداني الكوفي، وليس له عند البخاري إلا هذا الحديث الواحد، وبيان بفتح الباء الموحدة وتخفيف الياء آخر الحروف وبعد الألف نون ابن بشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة المعلم الأحمسي بالمهملتين التابعي، ووبرة بفتح الواو وسكون الباء الموحدة وفتحها ابن عبد الرحمن الحارثي، وهمام بن الحارث النخعي الكوفي مر في الصلاة، وفيه ثلاثة من التابعين على نسق واحد، وعمار هو ابن ياسر رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في إسلام أبي بكر عن عبد الله عن يحيى بن معين.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وما معه " أي: ممن أسلم. قوله: " إلا خمسة أعبد " وهم بلال وزيد بن حارثة، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر فإنه أسلم قديما مع أبي بكر، وأبو فكيهة مولى صفوان بن أمية بن خلف، ذكر ابن إسحاق أنه أسلم حين أسلم بلال فعذبه أمية، فاشتراه أبو بكر فأعتقه، وعبيد بن زيد الحبشي. وذكر ابن السكن في كتاب الصحابة عن عبد الله بن داود أن النبي صلى الله عليه وسلم (ورثه من أبيه هو وأم أيمن).

                                                                                                                                                                                  وفي التلويح هم عمار وزيد بن حارثة، وبلال وعامر بن فهيرة وشقران، والمرأتان خديجة وأم الفضل زوج العباس رضي الله تعالى عنهم، وقيل: المرأتان خديجة وأم أيمن أو سمية. قلت: عمار بن ياسر مولى بني مخزوم، وأمه سمية بنت خياط، وكان هو وأبوه يعذبون في الله (فمر بهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهم يعذبون وقال: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) وشقران بضم الشين المعجمة وسكون القاف لقب، واسمه صالح بن عدي الحبشي وقيل: أوس، وقيل: هرمز ورثه النبي صلى الله عليه وسلم عن أمه، وقيل: عن أبيه، وقيل: كان لعبد الرحمن بن عوف فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية