الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3462 162 - حدثنا معلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، قال خالد الحذاء: حدثنا عن أبي عثمان قال: حدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها . قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب. فعد رجالا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وذلك لأن كون أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر يدل على أن له فضلا كثيرا، وأنه أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  وعبد العزيز بن المختار أبو إسماعيل الأنصاري الدباغ، وخالد هو ابن مهران الحذاء، وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل النهدي بالنون، ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون إلا الصحابي.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي عن إسحاق بن شاهين، وأخرجه مسلم في الفضائل عن يحيى بن يحيى، وأخرجه الترمذي في المناقب عن إبراهيم بن يعقوب وبندار، وأخرجه النسائي فيه عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد.

                                                                                                                                                                                  قوله: " خالد الحذاء حدثنا " هو من تقديم الاسم على الصفة وقد استعملوه كثيرا، تقدير الكلام: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان. قوله: " ذات السلاسل " بسينين مهملتين، والمشهور فتح الأولى على لفظ جمع السلسلة وضبطه كذلك أبو عبيد البكري، وضبطها ابن الأثير بالضم ثم فسره بمعنى السلسال أي: السهل، وفسره أبو عبيد بأنه اسم مكان سمي بذلك لأنهم كانوا مبعوثين إلى أرض بها رمل ينعقد بعضه على بعض كالسلسلة، وكانت غزوة ذات السلاسل سنة سبع، كذا صححه ابن أبي خالد في تاريخه. وقال ابن سعد والحاكم: في سنة ثمان في جمادى الآخرة. وذكر ابن إسحاق أن أم العاص بن وائل كانت من بلى، فبعثه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى العرب يستنفر إلى الإسلام يستألفهم بذلك حتى إذا كان على ماء بأرض حذام يقال له السلاسل، وبه سميت تلك الغزوة ذات السلاسل على ما يأتي الباقي في المغازي، وقال ابن التين: سميت ذات السلاسل؛ لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا، وعن يونس عن ابن شهاب قال: هي مشارق الشام إلى بلى وسعد الله، ومن يليهم من قضاعة وكندة وبلقين وصحنان وكفار العرب، ويقال لها: بدر الآخرة. وقال ابن سعد: وهي وادي القرى بينها وبين المدينة عشرة أيام.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فقلت: أي الناس أحب إليك؟ " هذا السؤال من عمرو إنما كان لما وقع في نفسه حين أمره على الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر أنه مقدم عنده في المنزلة عليهم فسأله لذلك. قوله: " فعد رجالا " ويروى: فعدد رجالا يحتمل أن يكون منهم أبو عبيدة بن الجراح على ما أخرجه الترمذي من حديث عبيد الله بن شقيق قال: " قلت لعائشة: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قالت: عمر، قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثم من؟ فسكتت " قيل: يحتمل أن يفسر بعض الرجال الذين أبهموا في حديث الباب بأبي عبيدة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية