الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3543 241 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب، سمعت ابن أبي نعم، سمعت عبد الله بن عمر، وسأله عن المحرم قال شعبة: أحسبه يقتل الذباب، فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هما ريحانتاي من الدنيا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه يتضمن فضل الحسين ظاهرا، وغندر هو محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي يعقوب هو محمد بن أبي عبد الله بن أبي يعقوب الضبي البصري، وينسب إلى جده، وابن أبي نعم بضم النون وسكون العين المهملة الترمذي، اسمه عبد الرحمن يكنى أبا الحكم البجلي.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الأدب عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه الترمذي في المناقب عن عقبة بن مكرم العمي الضبي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عن المحرم " أي: بالحج والعمرة يعني: سأل رجل ابن عمر عن حال المحرم يقتل الذباب حالة الإحرام، وفي الأدب في رواية مهدي بن ميمون عن ابن أبي يعقوب، وسأله رجل، وقيل: في رواية أبي ذر: فسألته، ورد هذا بأن في رواية الترمذي أن رجلا من أهل العراق سأل.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال شعبة: أحسبه يقتل الذباب " أي: أظنه سأل عن المحرم يقتل الذباب، ووقع في رواية أبي داود الطيالسي عن شعبة بغير شك.

                                                                                                                                                                                  (فإن قلت): وقع في رواية مهدي بن ميمون في الأدب، سئل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب.

                                                                                                                                                                                  قلت: يحتمل أن يكون السؤال وقع عن الأمرين.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فقال أهل العراق " أي: قال عبد الله بن عمر... إلى آخره، إنما قال متعجبا حيث يسألون عن قتل الذباب ويتفكرون فيه، وقد كانوا اجترأوا على قتل الحسين بن علي وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء عجيب يسألون عن الشيء اليسير، ويفرطون في الشيء الخطر العظيم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " هما " أي: الحسن والحسين ريحانتاي، كذا في رواية الأكثرين بالتثنية، وفي رواية أبي ذر بالإفراد والتذكير أعني هما ريحاني، وجه التشبيه أن الولد يشم ويقبل، فكأنهم من جملة الرياحين.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: الريحان الرزق أو المشموم.

                                                                                                                                                                                  قلت: لا وجه هنا أن يكون بمعنى الرزق على ما لا يخفى، وروى الترمذي من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه، وروى الطبراني في (الأوسط) من طريق أبي أيوب قال: (دخلت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه، فقلت: أتحبهما يا رسول الله؟ قال: وكيف لا وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما).




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية