الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3620 316 - حدثنا مسلم، حدثنا وهيب، حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من الفجور في الأرض، وكانوا يسمون المحرم صفرا ويقولون: إذا برا الدبر وعفا الأثر حلت العمرة لمن اعتمر، قال: فقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رابعة مهلين بالحج، وأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجعلوها عمرة، قالوا: يا رسول الله، أي الحل؟ قال: الحل كله.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " كانوا يرون أن العمرة " إلى قوله: " قال فقدم " لأن ما ذكر فيه كله من أفعال الجاهلية، ومسلم هو ابن إبراهيم، ووهيب بالتصغير هو ابن خالد، وابن طاوس هو عبد الله يروي عن أبيه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الحج في باب التمتع والإفراد، فإنه أخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب إلخ، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يسمون المحرم صفرا " أي: يجعلونه مكانه في الحرمة، وذلك هو النسيء المشهور بينهم، كانوا يؤخرون ذا الحجة إلى المحرم والمحرم إلى صفر، وهلم جرا. قوله: " الدبر " بالدال المهملة وفتح الباء الموحدة وهو الجرح الذي يحصل على ظهر الإبل ونحوه. قوله: " وعفا الأثر " أي انمحى أثر الدبر. قوله: " رابعة " أي: صبح رابعة من شهر ذي الحجة أو ليلة رابعة. قوله: " مهلين " حال. قوله: " أي الحل " أي: أي شيء من الأشياء يحل لنا. قوله: " الحل كله " أي: يحل فيه جميع ما يحرم على المحرم حتى الجماع.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية