الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وفي موصى بخدمته أبدا منع وتسليم في الانتصار ، وفي مغصوب وجهان في الترغيب ( م 17 و 18 ) .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( مسألة 17 و 18 ) قوله : وفي موصى بخدمته أبدا منع وتسليم ، وفي مغصوب وجهان في الترغيب . انتهى ، ذكر مسألتين .

                                                                                                          ( المسألة الأولى 17 ) هل يجزئ عتق من أوصى بخدمته أبدا عن الكفارة أم لا ؟ ذكر فيه منعا وتسليما لبعض الأصحاب ( قلت ) : الصواب عدم الإجزاء ، والقول بالإجزاء ضعيف جدا ، ثم وجدت ابن نصر الله في حواشيه قال : المنع أظهر ، فلله الحمد .

                                                                                                          ( المسألة الثانية 18 ) هل يجزئ عتق المغصوب عن الكفارة أم لا ؟ أطلق الخلاف عن صاحب الترغيب ، واقتصر عليه [ ص: 501 ]

                                                                                                          ( أحدهما ) لا يجزئ ، وهو الصحيح من المذهب ، قدمه المصنف قبل ذلك بأسطر ثم قال : وفيه وجه ، انتهى . وصحح عدم الإجزاء في الرعاية وغيره ، قال ابن نصر الله : أظهرهما : لا يجزئ إلا أن يكون بحيث يمكنه التخلص بنفسه ، انتهى .

                                                                                                          ( والوجه الثاني ) يجزئ .

                                                                                                          ( تنبيه )

                                                                                                          في كلام المصنف نظر من وجهين :

                                                                                                          ( أحدهما ) كونه قدم في هذه المسألة حكما ، وهو عدم الصحة ، قبل ذلك بيسير .

                                                                                                          ( والثاني ) كونه لم يعز الوجهين هنا إلا إلى صاحب الترغيب ، وهناك ذكر الخلاف من غير عزو ، فظاهر ما نقله عن الترغيب أنه لم يجد النقل إلا فيه ، وظاهر الأول أن الخلاف منقول عنه وعن غيره ، وذاكرني بعضهم في هذه المسألة ، وقال : الأولى إنما هي " المعضوب " بالعين المهملة والضاد المعجمة ، بدليل السياق ، وفي هذه المسألة بالغين المعجمة والصاد المهملة ، فعلى هذا يزول التكرار والتناقض ، لكن لم نر من استعمل هاتين العبارتين هنا ، والله أعلم بما أراد




                                                                                                          الخدمات العلمية