الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2469 42 - حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر ، فكان على بكر لعمر صعب ، فكان يتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول أبوه : يا عبد الله ، لا يتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : بعنيه . فقال عمر : هو لك . فاشتراه ، ثم قال : هو لك يا عبد الله ، فاصنع به ما شئت .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال الإسماعيلي : هذا الحديث لا دخل له في هذا الباب ، فلا مطابقة بينه وبين الترجمة . قلت : لأن هذا هبة لشخص معين ، فلا مشاركة لغيره فيها . وقال ابن بطال : هبته لابن عمر مع الناس ، فلم يستحق أحد منهم فيه شركة . قلت : هذا عجيب ; لأن الشخص إذا وهب لأحد شيئا وهو بين الناس فهل يتوهم فيه أنهم يشاركونه فيه حتى يقال هذا هبة وهبت لشخص وعنده جلساؤه فهم شركاؤه فيه ! بل كل منهم يتحقق أن هذا هو الأحق لتعينه من جهة الواهب ، وقال بعضهم : هذا مصير من المصنف إلى اتحاد حكم الهدية والهبة . قلت : هذا أعجب من ذلك ، وكيف بينهما اتحاد في الحكم ؟ بل بينهما تغاير في الحكم وتباين ; لأن الهبة عقد من العقود يحتاج إلى إيجاب وقبول وقبض والهدية ليست كذلك ، وأيضا قد يشترط العوض في الهبة ولا يشترط في الهدية ، والحديث قد مر في البيوع في باب إذا اشترى شيئا فوهب من ساعته .

                                                                                                                                                                                  والبكر - بفتح الباء الموحدة - الفتي من الإبل بمنزلة الغلام من الناس ، والأنثى بكرة ، وصعب صفته ; أي شديد ، وقد مر هناك بقية الكلام .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية