الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2467 ويذكر عن ابن عباس أن جلساءه شركاء ، ولم يصح .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  لما كان وضع ترجمة الباب يخالف ما روى عن ابن عباس أن جلساءه شركاؤه أشار إليه بصيغة التمريض بقوله " ويذكر عن ابن عباس أن جلساءه - أي جلساء المهدى إليه - شركاؤه " في الهدية ، ولم يكتف بذكره هذا عن ابن عباس بصيغة التمريض حتى أكده بقوله " ولم يصح " ; أي ولم يصح هذا عن ابن عباس ، ويحتمل أن يكون المعنى : ولم يصح في هذا الباب شيء . ولهذا قال العقيلي : لا يصح في هذا الباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء .

                                                                                                                                                                                  وروي هذا عن ابن عباس مرفوعا وموقوفا ، والموقوف أصح إسنادا من المرفوع ، أما المرفوع فرواه البيهقي من حديث محمد بن الصلت ، حدثنا مندل بن علي ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أهديت له هدية وعنده ناس فهم شركاؤه فيها . ومندل بن علي ضعيف ، ورواه عبد الرزاق أيضا عن محمد بن مسلم عن عمرو عن ابن عباس ، ورواه أيضا عبد بن حميد من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا نحوه ، ولفظه " وعنده قوم " ، واختلف على عبد الرزاق عنه في وقفه ورفعه ، والمشهور عنه الوقف وهو أصح الروايتين عنه ، وله شاهد مرفوع من حديث الحسن بن علي في مسند إسحاق بن راهويه وآخر عن عائشة عند العقيلي وإسنادهما ضعيف أيضا . وقال ابن بطال : معنى الحديث الندب عند العلماء فيما خف من الهدايا وجرت العادة فيه ، وأما مثل الدور والمال الكثير فصاحبها أحق بها . ثم ذكر حكاية أبي يوسف القاضي أن الرشيد أهدى إليه مالا كثيرا وهو جالس مع أصحابه ، فقيل له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جلساؤكم شركاؤكم . فقال أبو يوسف : إنه لم يرد في مثله ، وإنما ورد فيما خف من الهدايا من المأكل والمشرب . ويروى من غير هذا الوجه أنه كان جالسا وعنده أحمد بن حنبل [ ص: 165 ] ويحيى بن معين ، فحضر من عند الرشيد طبق وعليه أنواع من التحف المثمنة ، فروى أحمد ويحيى هذا الحديث ، فقال أبو يوسف : ذاك في التمر والعجوة ! يا خازن ، ارفعه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية