الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2530 باب قول الله تعالى : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في بيان الوعيد الشديد الذي تتضمنه هذه الآية الكريمة في حق الذين يرتكبون الأيمان الكاذبة الفاجرة الآثمة ، وقد ذمهم الله تعالى بقوله : إن الذين يشترون أي : يعتاضون بعهد الله أي : بما عاهد الله عليه وأيمانهم الكاذبة ثمنا قليلا أي : عوضا يسيرا ، قيل نزلت هذه الآية الكريمة في الأشعث بن قيس حين خاصم اليهودي في أرض على ما مر حديثه عن قريب ، وقيل : إن رجلا أقام سلعته في السوق أول النهار ، فلما كان آخره جاء رجل فساومه عليها فحلف بالله منعتها أول النهار من كذا ولولا المساء لما بعت على ما يجيء الآن وتمام الآية : أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

                                                                                                                                                                                  [ ص: 255 ] قوله : لا خلاق لهم أي : لا نصيب لهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : ولا يكلمهم الله فإن كان ذلك من اليهود فلا يكلمه أصلا ، وإن كان من العصاة فلا يكلمهم كلاما يسرهم ولا ينفعهم ولا يزكيهم أي : ولا يثني عليهم ، وقيل : لا يطهرهم من الذنوب والآثام بل يأمر بهم إلى النار ولهم عذاب أليم أي : مؤلم شديد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية