الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2540 وقوله فساهم أقرع فكان من المدحضين من المسهومين

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقوله بالجر عطفا على قوله الأول ، قوله : ( أقرع ) تفسير لقوله فساهم ، والضمير فيه يرجع إلى يونس عليه السلام ، وفسر البخاري المدحضين بمعنى المسهومين يعني المغلوبين ، يقال ساهمته فسهمته كما يقال قارعته فقرعته ، وقوله : فساهم أقرع ، تفسير ابن عباس أخرجه الطبري من طريق معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، وروي عن السدي قال : قوله فساهم أي قارع ، قال بعضهم : هو أوضح ، قلت : كونه أوضح باعتبار أنه من باب المفاعلة التي هي للاشتراك بين اثنين ، وحقيقة المدحض المزلق عن مقام الظفر والغلبة ، وقال القرطبي : يونس بن متى لما دعا قومه أهل نينوى من بلاد الموصل على شاطئ دجلة للدخول في دينه أبطئوا عليه ، فدعا عليهم ووعدهم العذاب بعد ثلاث وخرج عنهم ، فرأى قومه دخانا ومقدمات العذاب فآمنوا به وصدقوه وتابوا إلى الله عز وجل وردوا المظالم حتى ردوا حجارة مغصوبة كانوا بنوا [ ص: 263 ] بها ، وخرجوا طالبين يونس فلم يجدوه ولم يزالوا كذلك حتى كشف الله عنهم العذاب ، ثم إن يونس ركب سفينة فلم تجر ، فقال أهلها : فيكم آبق ، فاقترعوا فخرجت القرعة عليه فالتقمه الحوت ، وقد اختلف في مدة لبثه في بطنه من يوم واحد إلى أربعين يوما ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت أن يلتقمه ولا يكسر له عظما ، وذكر مقاتل أنهم قارعوه ست مرات خوفا عليه من أن يقذف في البحر وفي كلها خرج عليه ، وفي يونس ست لغات ضم النون وفتحها وكسرها مع الهمزة وتركه ، والأشهر ضم النون بغير همز .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية